لماذا الفشل في الامتحان؟!
حتى تتذوق لذة النجاح الحقيقية لابد أن تتجرع ولو لمرة مرارة الفشل. وتذكر أنه من الفشل والزلل والخطأ يتعلم الإنسان أضعاف ما يتعلمه من النجاح. وهذا لا يعني أن يتعمد الإنسان الفشل لكي ينجح ، فلا أحد يقبل ذلك!، بل ما أعنيه أن ننظر لتجربة فشل بعد المرور فيها من منظور إيجابي، نستخلص منها الخبرات اللازمة للنجاح.
أي أن نستثمر الفشل لأجل النجاح، ونحوّله من ذكرى مؤلمة إلى حالة تمدنا بالفوائد والتجارب طوال حياتنا.
لكن لماذا نفشل في الامتحان؟!
نحن هنا لسنا بمعرض الحديث عن الأسباب المتعلقة بالنواحي الدراسية والتحضير الغير المناسب كسبب للفشل في الامتحان، فالحديث عنها يطول. لكن سنعرض بشكل مختصر لبعض الأسباب الطبية النفسية المسببة للرسوب في الامتحان، ومن أهمها:
1- الاكتئاب كاضطراب طبي Major Depression Disorder: من الشائع أن يُقال أن الاكتئاب كمرض عند فلان من الناس كان سببه الرسوب في الامتحان، أي أنه رَسَبَ فاكتئبَ، لكن في غالب الأحيان وحسب خبرتنا في العيادة النفسية نجد أن بوادر الاكتئاب المرضي سبقت فترة الامتحان فكانت هي السبب في الرسوب، لما يحدثه هذا المرض من عجز وضعف همّة وعجز واضطراب في التركيز للمريض، لتصبح المعادلة معكوسة، أي اكتئبَ فرَسّبَ. والمعادلة بالطرف المعاكس أقل شيوعاً.
2- أعراض القلق المرضي Generalized Anxiety Disorder وما تحدثه هذه الحالة من ضعف في التركيز ونسيان وتشوش.
3- رهاب الامتحان Specific Phobia: حالة خوف شديدة من الامتحان وتوقع الرسوب فيه، مما يضعف التحصيل العلمي و التحضير ويترافق مع ضعف التركيز عند الدراسة وسوء المذاكرة.
4- الوسواس القهري Obsessive Compulsive Disorder : وهو انشغال البال بشكل متكرر بأفكار متسلطة تتردد على ذهن الطالب لا يستطيع ألا يفكر بها، يعتبرها سخيفة لا قيمة لها، لكنها تسبب كرب شديد و يعجز عن طردها مما يؤثر سلباً على تحصيله الدراسي.
5- اضطراب نقص الانتباه Attention Deficit : يكون لدى الطالب نقص في القدرة على التركيز على شيء واحد لزمن مناسب. وقد يترافق اضطرابات فرط الحركة Hyperactivity Disorder ، والمعروفة اختصاراً ADHD.
6- صعوبات وبطء التعلّم Learning Disabilities and Slow Learning: وهي عجز وظيفي في الدماغ يؤدي لنقص القدرات على اكتساب المعارف الجديدة، كحالات الذكاء المتدني أو الصعوبة في القراءة Dyslexia أو الصعوبة في الحساب Dyscalculia أو الصعوبة في الكتابة Dysgraphia، ويتم تحرّيها بواسطة قياسات نفسية خاصة.
إن الحالات الأربعة الأولى هي حالات مرضية شائعة خلال فترة الامتحانات، وعلى الأهل عرض ابنهم على الأخصائي النفسي عند الشك في صحته النفسية، ليقدم له العلاج اللازم. أما الحالتين الأخيرتين فهي حالات تظهر اعتباراً من سن دخول المدرسة وتخضع لبرنامج تأهيل وتعليم خاص.
وهنالك أسباب تربوية تتعلق بالأبوين: كالضغط الزائد على الطالب من أجل تحصيل أعلى العلامات، أو البيئة الأسرية غير المستقرة…